Website counter

الخميس، 8 ديسمبر 2011

أثر الاشعاعات النووية على جسم الانسان..

أثر الاشعاعات النووية على جسم الانسان


عندما يتعرض أي كائن حي الى الاشعاعات النووية يحدث تأينا للذرات المكونة لجزيئات الجسم البشرى مما يؤدى الى دمار هذه الانسجة مهدده حياة الانسان بالخطر، و تعتمد درجة الخطورة الناتجة من هذه الاشعاعات على عدة عوامل منها نوعها وكمية الطاقة الناتجة منها وزمن التعرض ولهذه الاشعاعات نوعان من الاثار البيولوجية :




الاثر الأول :
جسدي ويظهر غالبا على الانسان حيث يصاب ببعض الامراض الخطيرة مثل سرطان الجلد والدم واصابة العيون بالمياه البيضاء ونقص القدرة على الاخصاب .


الاثر الثاني :
الاثر الوراثي وتظهر اثارة على الاجيال المتعاقبة ويظهر ذلك بوضوح على اليابانيين بعد القاء القنبلتين النووية على هيروشيما ونجازاكي في سبتمبر 1945 مما ادى الى وفاة الالاف من السكان واصابتهم بحروق وتشوهات واصابة احفادهم بالأمراض الخطيرة القاتلة । ويجب مراعاة عدم تعرض المرأة الحامل للأشعة السينية كوسيلة للتشخيص حتى لا تصيب الطفل بالتخلف العقلي । والحد الاقصى المأمون للإشعاعات النووية الذى يجب الا يتجاوزه الانسان هو 5 ريم في اليوم الواحد والريم وحدة قياس الاشعاع الممتص وهى تعادل رنتجن واحد من الاشعة السينية وهى تعنى Roentgen Equivalent Man ويتعرض الانسان الى الكثير من مصادر الاشعاع في الحياة اليومية .

ولا ننسى في هذا الصدد تعرض الانسان للأشعة الكونية الصادرة من الفضاء الخارجي وتعرضه للإشعاعات الضارة خلال تعامله مع النظائر المشعة سواء في مجالات الطب و الصناعة و الزراعة وتعرض العاملين في المفاعلات النووية والعاملين في المناجم التي يستخرج منها العناصر المشعة مثل الراديوم واليورانيوم .


ومن العوامل الرئيسية المسببة للتلوث النووي:

ما يحدث في دول النادي النووي من اجراء التجارب وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية بهدف تطوير الاسلحة الذرية لزيادة القوة التدميرية لها وقد ادت التجارب الى انتشار كميات كبيرة من الغبار الذري المشع في مناطق اجراء التجارب وتحمل الرياح هذا الغبار المشع الى طبقات الجو العليا والذى يحتوى على بعض النظائر المشعة مثل السيزيوم 137 والاسترونشيوم 90 والكربون 14 واليود 131 وغيرها من النظائر والتي يستمر نشاطها الإشعاعي فترة طويلة من الزمن ليتساقط فوق كثير من المناطق البعيدة عن موقع التجارب حيث تلوث الهواء و الماء والغذاء وتتخلل دورة السلسلة الغذائية حيث تنتقل إلى الحشرات والنباتات والطيور والحيوانات وأخيرا تصل الى الانسان واغلب النظائر المشعة يستمر النشاط الإشعاعي لها فترة طويلة من الزمن الامر الذى يضاعف من اضرار التلوث على كافة عناصر البيئة.


ومن النفايات التي تنتج من محطات توليد الطاقة اشعاعات بيتا وجاما وهذه الاشعاعات ليس لها خطورة كبيرة لصغر حجمها النسبي واخرى قوية الاشعاع تشمل الكثير من النظائر المشعة والتي تشع جسيمات الفا مثل النبتونيوم و البلوتونيوم وهذه النظائر عالية النشاط الإشعاعي وذات فترة عمر النصف فائقة الطول حيث يستمر نشاطها الإشعاعي لفترة طويلة جدا من الزمن ، ويتم التخلص من النفايات النووية بعدة طرق تختلف وفقأ لقوة الاشعاعات الصادرة منها الضعيفة والمتوسطة توضع بعد تبريدها فى باطن الارض حيث تحاط بطبقة من الاسمنت او الصخور واحيانا تقوم بعض الدول بإلقائها في مياه البحار والمحيطات .

اما النفايات ذات الاشعاعات القوية فتوضع في الماء لتبريدها ثم تدفن على اعماق كبيرة في باطن الارض وفى اماكن بعيدة عن العمران .


وهناك طريقة حديثة للتخلص من النفايات النووية القوية حيث تحفظ في مواد عازلة من الخزف او الزجاج من نوع البوروسيلكات ويتم ذلك بخلط النفايات مع مادة مكلسة ثم تصهر عند درجة حرارة عالية ويصب الخليط فى اوعية من الصلب غير قابل للصدأ وتدفن على اعماق كبيرة تحت سطح الارض مع اخذ الحيطة حيث انها تظل مصدر خطر لفترات طويلة ।وهناك نوع اخر من التلوث تحدثه المحطات النووية وهو التلوث الحرارى وينتج عن استخدام مياه المحيطات او البحار او الانهار بكميات كبيرة لتبريد المفاعل والتي تلقى في المصدر بعد ذلك فترتفع درجة حرارتها محدثة خلل بالنظام البيئي Ecosystem والاضرار بكافة الاحياء المائية التي تعيش في المياه حيث يقلل من نسبة الاكسجين المذاب فى الماء اللازم لحياة الكائنات البحرية .


وللتغلب على هذه المشكلة وضعت بعض الدول قوانين خاصة تلزم هذه المحطات بتبريد المياه الساخنة قبل القائها في البحار او البحيرات كما ان بعض المحطات انشأت لها بحيرات صناعية تستخدمها لأغراض التبريد .وبعد وقد استعرضنا اثر التلوث البيئي بأنواعه المختلفة على كافة عناصر الطبيعة من هواء وارض ومياه وما يسببه من اضرار خطيرة وقاتلة على كافة المخلوقات من انسان وحيوان ونبات وجماد.فقد لزم الامر ان تتظافر الجهود سواء على مستوى الانسان الفرد والجماعات والدول لدرء هذا الخطر المحدق بنا جميعا فوق كوكبنا الارض وذلك بالتعاون الوثيق واتباع كافة السبل في القضاء على كل مسببات التلوث البيئي حتى يتسنى للبشرية جمعاء ان تحيا الحياة الافضل والآمنة في ظلال قيم الحب والخير والجمال.
المصدر: مجلس البحوث و الدراسات العلمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق